فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القاسمي:

{وَقَالَ مُوسَى} أي: يدعو الله تعالى في إذهاب عزة فرعون: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً} أي: ما يتزين به من اللباس والمراكب والحلي: {وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ} أي: بالتكبر عليك وعلى آياتك ورسلك. وقوله: {لِيُضِلُّوا} متعلق بـ: {آتَيْتَ}، وأعيد: {رَبَّنَا} توكيدًا، و(لام): {لِيُضِلُّوا} لام العاقبة والصيرورة. أي: آتيتهم النعم المذكورة ليشكروها ويتبعوا سبيلك، فكان عاقبة أمرهم أنهم كفروا وضلوا عن سبيلك، وتجويز جعل اللام للعلة استدراجًا، أو لام الدعاء عليهم بذلك- توسع في غير متسع، ونبو عن لطف المساق وسره فإن موسى لما رأى القوم مصرين على الكفر والعناد أخذ في الدعاء عليهم، ومن حق من يدعو على الغير أن يقدم بين يدي دعائه ما دفعه واضطره إلى الابتهال؛ لتحق إجابته، ولذا بين أولًا ضلالهم عن السبيل بكفرانهم للنعم، وعتوهم على المحسن بها تمهيدًا لقوله: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ} أي: أهلكها؛ لأنهم يستعينون بنعمتك على معصيتك. وأصل (الطمس) محو الأثر والتغير: {وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي: اجعلها قاسية، واطبع عليها، حتى لا تنشرح للإيمان: {فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ} أي: يعاينوه ويوقنوا به، بحيث لا ينفعهم ذلك إذ ذاك، وقوله: {فَلاَ يُؤْمِنُواْ} جواب للدعاء، أو دعاء بلفظ النهي.
قال ابن كثير: هذه الدعوة كانت من موسى عليه السلام غضبًا لله ولدينه على فرعون وملئه الذين تبين له أنه لا خير فيهم، ولا يجيء منهم شيء. كما دعا نوح عليه السلام فقال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 26- 27]، ولهذا استجاب تعالى لموسى فيهم هذه الدعوة التي شركه فيها أخوه هارون كما أخبر بقوله سبحانه: {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [89].
{قَالَ} تعالى: {قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا} أي: على أمري، ولا تعجلا، فإن مطلوبكما كائن في وقته لا محالة: {وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} أي: في الاستعجال أو عدم الوثوق بوعده تعالى، أو يعني فرعون وقومه بقوله سبحانه. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} عطف بقية ما جرى في القصة مما فيه عبرة وموعظة.
وهذا مقدمة لخبر خروج موسى ومَن معه من أرض مصر.
فهذه المقدمة لتعريف كرامة موسى عليه السلام على ربه بأن استجاب له دعاءه، وأنفذ برسالته مُراده تعالى من إنقاذ بني إسرائيل من الاستعباد.
ومهَّد موسى لدعائه تمهيدًا يدل على أن ما سأله من الله لزجر فرعون وملئه إنما هو لمصلحة الدين لا للانتقام منه لقومه ولنفسه، فسأل الله سلب النعمة عن فرعون وملئه وحلولَ العذاب بهم لخضد شوكتهم وتذليل تجبرهم ليرجعوا عن ضلالهم ويسهل قبولهم الإيمان.
ولما كانت النعمة مغرية بالطغيان لأهل الجهالة والخباثة جعل موسى إمداد فرعون بالنعمة مغريًا لفرعون بالاسترسال على الإعراض عن الدين فكان دعاء موسى عليهم استصلاحًا لهم وتطلبًا لإيمانهم بوسائل التشديد عليهم، ولكن الله علم من قلوبهم ما لم يعلمه موسى وقضى عليهم بالاستئصال.
وافتتح الدعاءُ بالنداء لمناسبته لمقام الدعاء.
ونودي الله بوصف الربوبية تذللًا لإظهار العبودية.
وقوله: {إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالًا} توطئة للدعاء عليهم فليس المقصود به حقيقة الإخبار ضرورة أن موسى يوقن بأن الله يعلم ذلك فتعين أن الخبر مستعمل في التمهيد لطلب سلب النعمة عنهم في قوله: {ليضلوا عن سبيلك}.
ثم الانتقال إلى الدعاء بسلب ما أوتوه.
فاقتران الخبر بحرف (إنّ) في قوله: {إنَّك آتيت فرعون} إلخ مقصود به الاهتمام بهذا المعنى الذي استعمل فيه الخبر إذ ليس المقام مقام دفع تردد أو دفع إنكار.
وقد تردد المفسرون في محل اللام في قوله: {ليضلوا عن سبيلك}.
والذي سلكه أهل التدقيق منهم أن اللام لام العاقبة.
ونُقل ذلك عن نحاة البصرة: الخليل وسيبويه، والأخفش، وأصحابهما، على نحو اللام في قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا} [القصص: 8] فاللام الموضوعة للتعليل مستعارة لمعنى الترتب والتعقيب الموضوع له فاء التعقيب على طريقة الاستعارة التبعية في متعلق معنى الحرف فشبه ترتب الشيء على شيء آخر ليس علةً فيه بترتب المعلول على العلة للمبالغة في قوة الترتب حتى صار كأنه مقصود لمن ظهر عنده أثره، فالمعنى: إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالًا فضلوا بذلك وأضلوا.
وللمفسرين وجوه خمسة أخرى:
أحدها: أن يكون للتعليل، وأن المعنى: إنك فعلت ذلك استدراجًا لهم، ونسب إلى الفراء، وفسر به الطبري.
الثاني: أن الكلام على حذف حرف، والتقدير: لئَلا يضلوا عن سبيلك أي فضلُّوا.
حكاه الفخر.
الثالث: أن اللام لام الدعاء.
روي هذا عن الحسن.
واقتصر عليه في الكشاف.
وقاله ابن الأنباري. وهو أبعد الوجوه وأثقلها.
الرابع: أن يكون على حذف همزة الاستفهام.
والتقدير: أليضلوا عن سبيلك آتيناهم زينة وأموالًا تقريرًا للشنعة عليهم، قاله ابن عطية.
ويكون الاستفهام مستعملًا في التعجب، قاله الفخر.
الخامس: تأويل معنى الضلال بأنه الهلاك، قاله الفخر.
وهي وجوه ضعيفة متفاوتة الضعف فلا نطيل بتقريرها.
والزينة: ما يتزين به الناس، وما يحسن في أنظارهم من طرائف الدنيا، كالحلي والجواهر والمباني الضخمة.
قال تعالى: {زيَّن للناس حب الشهوات} [آل عمران: 14] وقال: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} [الكهف: 46] وقال: {ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون} [النحل: 6].
والأموال: ما به قوام المعاش، فالزينة تلهيهم عن اتباع المواعظ، وتعظّم شأنهم في أنظار قومهم، والأموال يسخِّرون بها الرعيَّة لطاعتهم، وقد كان للفراعنة من سعة الرزق ورفاعية العيش ما سار ذكره في الآفاق.
وظهرت مُثل منه في أهرامهم ونواويسهم.
وأعيد النداء بين الجملة المعلِّلة والجملة المعلَّلة لتأكيد التذلل والتعرض للإجابة ولإظهار التبرؤ من قَصد الاعتراض.
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب: {ليَضلوا} بفتح الياء.
وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي بضم الياء على معنى سعيهم في تضليل الناس.
والمعنى الحاصل من القراءتين متحد لأنهم إذا ضَلوا في أنفسهم وهم قادة قومهم كان ضلالهم تضليلًا لغيرهم، وكذلك إذا أضلوا الناس فإنهم ما أضلوهم إلا وهم ضالون مثلهم.
وقد علمت آنفًا أن الزينة سبب ضلالهم والأموال سبب إضلال الناس.
وأعيد النداء ثالثَ مرة؛ لزيادة تأكيد التوجه والتضرع.
وجملة: {اطمس على أموالهم} هي المقصود من هذا الكلام، والنداء يقوم مقام وصل الجملة بما قبلها بمنزلة حرف العطف.
والطمْس: المَحْو والإزالة.
وقد تقدم في قوله: {من قبل أن نَطْمس وجوهًا} في سورة [النساء: 47].
وفعله يتعدى بنفسه كما في آية سورة النساء، ويُعدى بحرف (على) كما هنا.
وقوله تعالى: {ولو نشاء لطمسنا على أعينهم} في سورة [يس: 66].
ولعل تعديته بـ (على) لإرادة تمكن الفعل من المفعول، أو لتضمين الطمس معنى الاعتلاء بآلة المحو والإزالة، فطمس الأموال إتلافها وإهلاكها.
وأما قوله: {واشدد} فأحسب أنه مشتق من الشد، وهو العسر.
ومنه الشدة للمصيبة والتحرج، ولو أريد غير ذلك لقيل: واطبع، أو واختم، أو نحوهما، فيكون شدّ بمعنى أدخل الشدّ أو استعمله مثل جَد في كلامه، أي استعمَل الجد.
وحرف (على) مستعار لمعنى الظرفية استعارة تبعية لإفادة تمكن الشدة.
والمعنى: أدخل الشدة في قلوبهم.
والقلوب: النفوس والعقول.
والمعنى: أنه يدعو عليهم بالأنكاد والأحزان التي تجعل قلوبهم في ضيق وحرج أي اجعلهم في عناء وبلبلة بال ما داموا في الكفر.
وهذا حرص منه عليه السلام على وسائل هدايتهم رجاء أنهم إذا زالت عنهم النعم وضاقت صدورهم بكروب الحياة تفكروا في سبب ذلك، فعجَّلوا بالنَّوبة إلى الله كما هو معتاد النفوس الغافلة قال تعالى: {وإذا مسّ الإنسان ضر دعا ربَّه منيبًا إليه} [الزمر: 8].
ويجوز أن يكون: {اشدد} من الشد، وهو الهجوم.
يقال: شد عليه، إذا هجم، وذلك أن قلوبهم في حالة النعمة والدعة آمنة ساكنة فدعا الله أن يشد عليهم بعذابه، تمثيلًا لحال إصابة نفوسهم بالأكدار والأحزان بحال من يَشُد على عدوّه ليقتله وهو معنى قوله تعالى: {وأجْلب عليهم بخيلك ورجلك} [الإسراء: 64] أي طوّعهم لحكمك وسَخّرهم.
وبهذا يظهر أن موقع الفاء في قوله: {فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} أن تكون فاء السببية في جواب الدعاء، أي افعَلْ بهم ذلك ليؤمنوا.
والفعل منصوب بأن مضمرة إضمارًا واجبًا بعد فاء السببية.
فقوله: {فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب} في قوة أن يقال: فيؤمنوا حين يرون العذاب لا قَبْل ذلك.
وإنما عدل عن إيقاع جواب الدعاء بصيغة إثبات الإيمان، إلى إيراده بصيغة نفي مُغيّا بغاية هي رؤية العذاب سلوكًا لأسلوب بديع في نظم الكلام لأنه أراد أن يجمع بين ترتيب الجواب على الدعاء وبين ما استبان له من طبع نفوسهم بطبع أنهم لا تنفع فيهم الحجج وأن قساوة قلوبهم وشراسة نفوسهم لا تذللها إلا الآلام الجسدية والنفسانية، وكل ذلك علاجٌ بما هو مظنة إيصالهم من طرق الضغط والشدة حيث لم تُجْد فيهم وسائل الحجة، فقال: {فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم} أي أن شأنهم ذلك، وهذا إيجاز بديع إذ جمع في هذا التركيب جواب الدعاء وبيانَ علة الدعاء عليهم بذلك.
وأصل الكلام: فيؤمنوا فإنهم لا يؤمنون إلا إذا رأوا العذاب الأليم.
والمقصود من جواب فعل الدعاء هو غاية الجواب التي بعد حتى، فتلك هي مصب الجواب.
وهذا الوجه في تفسير الآية وجه لا ترهقه غبرة الإشكال، ولا يعسر معه المنال، ويجوز أن يكون قوله: {فلا يومنوا} إلخ عطفًا على قوله: {ليضلوا عن سبيلك} وجملة الدعاء بينهما معترضة.
والمعنى: ليضلوا عن سبيلك فيستمر ضلالهم حتى يروا العذاب الأليم.
وهذا تأويل المبرد والزجاج.
والمراد بالعذاب الأليم عذاب الفقر والجوع وعذاب النكد في النفس.
والرؤية مستعملة في الإحساس على وجه المجاز المرسل، أو مستعملة كناية عن حلول العذاب بهم لأن المشاهدة ملازمة لحلول الشيء المشاهد.
{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}
جواب من الله لكلام موسى جرى على طريقة حكاية المحاورات أنْ لا تعطف جملها كما تقدم غير مرة.
وافتتاح الجملة بـ: {قد} والفعل الماضي يفيد تحقيق الحصول في المستقبل، فشبه بالمضي.
وأضيفت الدعوة إلى ضمير التثنية المخاطب به موسى وهارون وإن كانت الدعوة إنما حكيت عن موسى عليه السلام وحدَه لأن موسى عليه السلام دعا لما كان هارون مواطئًا له وقائلًا بمثله لأن دعوتهما واحدة.
وقيل: كان موسى عليه السلام يدعو وهارون عليه السلام يؤمّن.
ومعنى إجابة الدعوة إعطاء ما سأله موسى ربّه أن يسلب عن فرعون وملئه النعم، ويواليَ عليهم المصائب حتى يسأموا مقاومةَ دعوة موسى وتنحطّ غلواؤهم، قال تعالى: {ولقد أخذنا آل فرعون بالسنينَ ونقصصٍ من الثمرات لعلهم يذّكرون} [الأعراف: 130] وقال: {فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات} [الأعراف: 133].
وفرع على إجابة دعوتهما أمرهما بالاستقامة، فعلم أن الاستقامة شكر على الكرامة فإن إجابة الله دعوة عبده إحسانٌ للعبد وإكرام وتلك نعمة عظيمة تستحق الشكر عليها وأعظم الشكر طاعة المنعم.
وإذ قد كان موسى وهارون مستقيمين، وناهيك باستقامة النبوءة كان أمرهما بالاستقامة مستعملًا في الأمر بالدوام عليها.
وأعقب حثهما على الاستقامة بالنهي عن اتباع طريق الذين لا يعلمون وإن كان ذلك مشمولًا للاستقامة تنبيهًا على توخي السلامة من العدول عن طريق الحق اهتمامًا بالتحذير من الفساد.
والاستقامة: حقيقتها الاعتدال، وهي ضد الاعوجاج، وهي مستعملة كثيرًا في معنى ملازمة الحق والرشد، لأنه شاع تشبيه الضلال والفساد بالاعوجاج والالتواء.
وقيل للحق: طريق مستقيم.
وقد تقدم في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 6]، فكان أمرهما بالاستقامة جامعًا لجميع خصال الخير والصلاح.
وفي حديث أبي عَمْرَةَ الثقفي قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك.
قال: قل: آمنت بالله ثم استقم.
ومن الاستقامة أن يستمرا على الدعوة إلى الدين ولا يضجرا.
والسبيل: الطريق، وهو هنا مستعمل للسيرة والعمل الغالب.
وقوله: {ولا تتبعان} قرأه الجمهور بتشديد النون مكسورة.
وهما نونان: إحداهما نون المثنى والأخرى نون التوكيد.
وقرأ ابن ذكوان عن ابن عامر: {ولا تتبعان} بنون خفيفة مكسورة.
وهي نون رفع المثنى لا نون التوكيد، فتعين أن تكون (لا) على هاته القراءة نافية غير ناهية، والجملة في موضع الحال والواو واو الحال، لأن جملة الحال المضارعة المفتتحة بحرف نفي يجوز اقترانها بالواو وعدمُه. اهـ.